رذاذ عطر في الذاكرة

 -

من الوهلة الأولى التي شممت فيها ذلك العطر

تعرفت على رائحتك العالقة في ذاكرتي 

رائحتك التي لم استطع تجاوزها 

مضت ثلاثة أعوام منذ أن أفترقنا في منتصف الطريق 

أذكر تلك اللحظة الآخيرة التي شممت عطرك فيها

في المساء، مابين الساعة التاسعة والساعة الحادية عشر 

بين المارة .. وبين النهر .. وبين ثلاثة شجيرات 

وادعتك وانا انظر في عينيك كـ كل مرة نلتقي

كانت عيناي تفيضان عشقًا وشوقًا ولهفة، بينما كانت عيناك شاردتين تريدان الهرب 

كما كان قلبك شاردٌ أيضًا..!

لطالما كنت أخشى من وداعك، أن يكون الوداع الأخير

ضحكت أنت بسخافة وضحكت أنا بحب

-وداعًا..!

-وداعًا "عزيزي"

ابتسمنا ومضى كل واحد منا في الاتجاه الآخر 

لكنني لم أمضى بسرعة كما فعلت أنت

ألتفت خلفي لأول مرة لأراك إن كنت ستلتفت وتغمرني بتلويحة "قلب"

أو حتى تلويحة يد..!

ألتفت للمرة الثانية، لأرى ان كنت تختلس النظر كما يفعل قلبي 

ثم ألتفت للمرة الثالثة والأخيرة لأشبع عيناي بك وكأنه الوداع الأخير 


مضت الشهور والتقينا مجددًا

لكنك لم تكن "عزيز قلبي" الذي وادعته

شخص آخر تمامًا، يحمل بعضًا من ملامحك

لكنه لا يشبهك أبدًا 

بات طويلًا جدًا ونحيلًا

عيناه لم تعد تلمعان، تهربان في كل مرة أنظر إليهما

ملامحه السعيدة سرعان ماتختفي 

شعره الأشعث، أصبح مصففًا جدًا 

يداه الجافتين المتشققتان، أصبحتا رطبتان 

لطالما كان يمشي بغرور، ولكن هذه المرة الأولى التي رأيته فيها وقد تجاوز حد ذلك الغرور 

لم أنسى، كان هناك خاتم خطبة في إصبعه الأيمن

كنت دائمة الثقة أنك لن تفعلها، لكنني اخطأت

ساذجة لم اتجرأ أن أسألك عنها لأني أعلم أنك تحب هذا النوع من الخواتم 

كسرت قلبي، 

ولكنه ساذج مازال يتأمل عودتك 

العودة التي لا يعلم ان كانت ستحين..!


*صدى الاحساس 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقفز قلبي من فرطي حبي لك 💘